أنتظرُ الجنيةَ التي لا تأتي !!
الفئرانُ تقضمُ القاربَ الذي ينقلها للشط ِ فلا تكن فأرًا على متن ِ سفني !!وإنْ لم تهب للشراع ِ ريحالا تكن إعصارًا يغرقُ الناجينَ في رمس ِ !

الأرضُ لا تتسعُ لإصبع ٍ يبني وتسعة ٍتهدمُ كلَّ صرح ِ !
ولكن بعضُ الناس ِ ولدوا للهدم ِ !
وصعبٌ أن تصنعَ من نيرونَ غيرَ عود ِ ثقاب ٍ يحرقُ بادئ ذي بدء ِ !!
ما أطعمتُ نسرًا إلا وأكلَ كفي
ولكنَ النسورَ تستحقُّ كفَّ طاعمها
لأنها تطيرُ للأفق ِ !
أما أن تأكلكَ الخفافيشُ في ذات ِ صبح ِ
فذاكَ محزنٌ يا لاثمَ العتم ِ !!
غوغاءٌ في الطريق ِ يرجمونَ وجهي
وأنا ذاتَ يوم ٍ علمتهم قراءةَ الحرف ِ !!
لا أعتبُ على جاهل ٍ يرجمني بحجر ِ
فأنا عاتبةٌ على أمة ٍ تتسكعُ في صوامع ِ الأدب ِ !
يشدني من شعري طفلُ
وأنا لا أعرفُ كيفَ أردُ
على الذي يشدُّ !!!
وإن سكتُّ تواطؤ وذلُّ
وإن صرختُ مهزلةً
فكيفَ من حجر ٍ يصرخُ نسرُ !
تعوزني الشجاعةُ أحيانًا حينَ أكتبُ
فشكرًا للتورية ِ والتشبيه ِ
لولاهما أنا صفرُ !!
أخافُ من صاحب ِ الرغيف ِ
وخلفي جيشٌ عرمرمُ يفتحُ فاهً ويأكلُ
وأخافُ من صاحب ِ الطريق ِ كلما أزمعنا قولاً يُطلقُ !
وأخافُ من صاحب ِ الصاحب ِ
يشُّ الهجومَ ويلدغُ !!
نحنُ في زمن ِ الخوف ِ
وبينَ كلا واصمتي
جبلٌ من المصائب ِ أحملهُ فوقَ ظهري !
الذبابُ يعاقبكَ والنملُ
والثعلبُ يقضمكَ والذئبُ !
ما قصرت في طيكَ ساعدٌ ولا مرفقُ
ولا فُضَ بلعنكَ سنٌ ولا فمُ !
فكن صبورًا سكوتًا لكَ أجرُ
وطأطيء في البرايا رأسا
فكلُّ الذين طأطأوا كبروا
دعهُ يلطمكَ وابتسم إن يبق بفمكَ ضرسُ !
فاللطمةُ التي لا تُميتُ توقظُ !
ودعكَ يا صاح ِ من اليقظة ِ اليقظة ِ
تخالهُ الحلمُ
مذبوحٌ مقتولٌ مشنوقٌ
تخيل أنكَ البطلُ
هذه ِ بطولةُ الا بطل وهذه حكايا جدتي عن القدر
وعن الجنية ِ التي قديمًا تركت صحن ذهب !
وأنا يا صاح ِ منذُ تلبَّسني الرسد
صحوني فارغةٌ تعوي
وجعابي لا تلبسُ غيرَ نعلي !
أنتظرُ الجنيةَ التي لا تأتي !!!!!
نعيمة عماشة
كرملية الحضور جولانية الجذور