اذار ذكرى لشخصيتين حررتا الاوطان طائفيا ووطنيا

في شهر آذار فقدت الطائفة المعروفية شخصيتين عظيمتين قل مثيلهما في العالم، وقل أن يجود الزمان بمثلهما، وقد دعيا لوحدة الوطن كل حسب مفاهيمه، الاول دعا الى العلمانية لا الى الطائفية لحفظ الوطن من التمزق الطائفي، والاخر كان شعاره " الدين لله والوطن للجميع"

17.03.2023 מאת: منير فرّو
اذار ذكرى لشخصيتين حررتا الاوطان طائفيا ووطنيا

 

وسيبقيان قبلة يُأم إليهما في الأزمان الباقية، وفي الأيام الحرجة التي يمر بها القطر العربي عامة والسوري خاصة، لفقدان القيادة الوطنية الحكيمة، ولتغلب التيارات الدينية التكفيرية والمتعصبة التي هي اسباب هزيمة البلدان العربية امام الهيمنة الغربية والغزو الفكري و الحضاري،  فكلما تقدم زماننا المادي ضعفت القيادة وتقلص حجم الزعامة، وأصبحت غير مقبولة على الناس لتعلقها بالمادة وابتعادها عن مسك زمام الأمور بكل إخلاص

 

 

 

 

 فالشخصية الأولى لرمز الثورة الفكرية، المعلم كمال جنبلاط، الذي دعا الاوطان العربية من التحرر من كابوس الطائفية والدعوة الى النزعة الفكرية التقدمية نحو الانفتاح والحضارة مع التمسك بالقيم الروحية التي بفقدانها تنبيء كمال جنبلاط بسقوط الشيوعية الروسية.

 

 

 

 

والشخصية الثانية  رمز الثورة الوطنية، القائد سلطان باشا الأطرش القائد العام للقوات السورية ضد الانتداب الفرنسي، والمحرر الاول لسوريا الوطن، والفاتح لباب استقلال الدول العربية من الاستعمارين الفرنسي والبريطاني، ولولا ثورته ضد لفرنسيين لما تحررت، ولا استقلت، ولا رفعت علما، أي دولة عربية في قطرنا العربي .

 

 

 

الشهيد المعلم كمال جنيلاط : 16آذار عام 1977 كان يوما مشؤوما ليس لأبناء الطائفة العربية الدرزية ، وإنما للإنسانية جمعاء، ففيها سقط رجل العلم والعبقرية، رجل الفلسفة والحكمة اليونانية الإغريقية، والفيثاغورية الافلاطونية الارسططاليسية ، والهندية البوذية الكونفوشية الغاندية، والاسطورة التيبتية الصينية ، وما تخفيه حضارة الحكمة والحكماء من وراء مرتفعات القمم الثلجية ، قمم جبال همالايا ، حيث بنى ذو القرنين سدّه الشهير، والمصرية الفرعونية،المرتبطة بتوت عنخ امون، والملك امحوتب وحتشبوت ورعمسيس' وهرمس إدريس القرآني المثلث بالحكمة الباني الاهرام لتكون مستودعا ومكمنا لعلوم الكون واسراره ، لتتجلى فيه الذات الالهية التي هامت بحبها ارواح الصوفيين كامثال الشيخ حسين منصور الحلاج ، وابو قاسم الجنيد ، وسري السقطي ، وابراهيم بن ادهم ، ورابعة العدوية ، وحسن البصري ، وذو نون المصري وغيرهم من اتباع المذهب الصوفي التوحيدي ، الممتد من حكمة اخوان الصفا، والبابلية الاشورية الحمورابية السومرية ، الممتدة من بلاد فارس ، وما تحمل في طياتها من امثال كليلة ودمنة، ثم ما حملته الشرائع الدينية،والرسالات السماوية من اشراقات توحيديةمنذ خلافة ادم في الأرض إلى طوفان نوح –ع- إلى عبور سيدنا إبراهيم –ع – ارض كلدان وظهور الأسباط الاثنعشر وقصة النبي يوسف –ع- الى ظهور النور من طور سيناء ( التوراة ) إلى سعير( يسوع الناصري ) إلى أن تلألأ في جبل فاران (الرسالة المحمدية ).

 

 

 

 

لقد سقط هذا الإنسان متخضبا بدمه كالأسد الضرغام الذي تحلى بوصفه المتنبي في قصيدة"وصف الاسد" ، ولكن هذا الرجل الذي طالما كره العنف وحمل السلاح ها هي يد الغدر تغتاله بوابل من الرصاصفي مفرق "دير دوريت" اللبنانية حيث كان الشهيد في داخل سيارته المرسيدس مسافرا فنـزف الدم منه الى ربطة عنقه، فمال بجسده الى اليسار حيث حمل جانبه كتابه : "نكون او لا نكون" ،تلك العبارة التي ارغم كمال جنبلاط الصوفي والنباتي الذي كره اكل اللحوم ان يرددها أبان ثورة 1958 ضد كميل شمعون حيث قال : " كم هو مجرم هذا الذي اضطرني على حمل السلاح أنا الذي لا اؤمن بالعنف ، ولكن اذا كان الخيار بين العنف والذل فقط فلا مجال لنا سوى العنف ".

 

 

 

 

في نظر المعلم الدين يجب ان يكون متطورا وروح العصر وان لا يبقى صنما يقف مكانه لئلا يصبح عبئا ثقيلا على اتباعه لان الله سبحانه كتب لنا الحياة "والإيمان بالحياة هو الايمان بالتطور فلولا التطور لما كانت الحياة "، ويقول : " خطيئتنا الكبرى هي أننا نتطلع دائما الى الماضي الذي جعلنا منه صنما في هيكل الاصنام الذي نتعبّد ولا يمكن ان ننهض الا بالأمل وبالنزعة الى ما فوق الاوثان وما هو فوق المعتقدات والقوميات والعنصريات والتكتلات ".

 

 

 

 

لقد رأى المعلم ان تأخرنا نحن الشرقيين عن الغرب بسبب دخولنا في تفسير القومية والتي هي مستنقع ضحل تدعو الى الطائفية والتعصب الطائفي والمذهبي اللذان يولدان البغض والحقد والكراهية ويسببان الفتن والمنازعات التي تشل حركة التطور والازدهار ولبنان اكثر عرضة من غيره لتعدد طوائفه ومذاهبه وعليه يجب التغاضي عن المعتقدات والعنصريات والقوميات والتوحد تحت دستور يضمن حياة مشتركة ذات منهج تعايشي واحد ينصهر في بوتقة واحدة – وحدة وطنية وتعايش مشترك

 

 

 

 وقال عن خسارة العرب لفلسطين عام 1948: " لان العرب لم يعرفوا كيف يتفقون على موقف ايجابي واضح، ولأنهم اساءوا فهم الطائفة اليهودية، ولأنهم غير متماسكين بل متناحرين ".

 

 

 

القائد سلطان باشا الاطرش:

 

 

 

قال الشاعر القروي : فيا لك "أطرشا" لمـا دعينـــــــا  لثـــــــأر كنت أسمعنا جميعا

 

 

 

 

"سلطان باشا الأطرش"القائد والثائر والإنسان الرّوحي البسيط البعيد عن حنكة السياسيين دهائهم أكاذيبهم وخداعهم، الذي خاض حروبا ضد الأتراك الطاغيين المتجبرين، الذين أعدموا والده ذوقان، فكان أول من رفع العلم العربي فوق داره معلنا بنفسه الأبية التي لا ترضخ للعتاة الكفاح والنضال،

 

 

 

 

 

 ثم أعلن الثورة عام 1925 على المستعمر الفرنسي، الذي لا يعرف عن العرض والشرف والدين سوى التعدي والهتك والسفك والاستحلاء والاستباحة، وهذا تالله تأباه كل نفس تجري بها دماء عربية معروفية أصيلة، رضعت ثدي العزة والكرامة والمروءة والشهامة،

 

 

 

 

ان قصة أدهم خنجر والذي كان القادح الذي انطلقت منه شرارة الانتفاضة ضد المستعمر الذي طفح ظلمه وزاد عتوه على من أبت نفوسهم الظلم والضيم وذلك بوجود بعض المتعاونين العملاء الذين غرّهم زغل دراهم وجاه المحتل، فكانت أشبه بمقتل ولي عهد النمسا عام 1914  السبب المباشر لنشوب الحرب العالمية الأولى بعد أسباب كثيرة وكما يقال : كانت كالقشة التي زادت على كومة القش التي يحملها الجمل حتى كسرت ظهره"،

 

 

 

 

 فلم ينحنى مرة أمام الذل والاستسلام ولم تدمع عينه إلا مرة واحدة، وهو الذي قاد المعارك الطاحنة ورأى الشهداء من رجاله يسقطون بين يديه ، وبقي رابط الجأش، كما قال رفيقه المجاهد "شكيب وهّاب" وذلك عند وجودهم مع سلطان في المنفى، في شرقي الأردن،  بعد إخفاق الثورة السورية عام 1926، نزلت دمعة هذا القائد ليس وجعا ولا حزنا ولا خوفا وإنما حين رأى بعض رجاله في المنفى في النبك شرقي الاردن، حيث عاش مع رفاقه في واد مقفر يتقاسمون رغيفا واحدا من الخبز ليبقوا على قيد الحياة ويموتون في ساحة الجهاد دفاعا عن دينهم وعرضهم ووطنهم،

 

 

 

فذكر كمال وسلطان سيبقيان مغروزين  في فكر كل واحد منا الى الابد مهما طال الزمان

 

תגובות

מומלצים

\