مقام مشترك

كلّما فكّرت بأمر المرأة يطولُ خطّ الغضَب في الرّسم البياني ويخترق سقفه وقاعدته، بقدر القرون الّتي أهينت فيها المرأة، وبقدر ما قد تتعرّض له من الإهانة.. لمَ لمْ تصبح مسألة المرأة من ورائنا، ونحن في العقد الثّالث من الألفيّة الثّالثة؟ لماذا لا نزال نخوض هذا الموضوع؟ وكيف لم تصل البشريّة إلى قناعة لا ريبَ فيها بأن المرأة إنسانٌ أسوة بالرّجل؟

08.03.2023 מאת: هيام أبو الزّلف
مقام مشترك

 

هنالك منطقة محايدة، يلتقي فيها الجنسان، تدعى الإنسانيّة. إنها مساحة واسعة، مترامية الأطراف، نمارس فيها إنسانيتنا بغضّ النظر عن جنسنا. للجنسين حاجاتهما الجسدية والنفسية والاجتماعية والحاجة إلى تحقيق الذات، والنزوع إلى بلوغ الكمال. الجنسان ينشدان الحبّ والاحتواء والطّمأنينة وهدأة البال. فمن المؤسف أن تنجح المتعلّقات الحضاريّة والعقائدية التراكميّة في قولبة مفهوم الرّجولة والأنوثة وفي خلق هذا الكمّ الهائل من الأفكار المسبقة.. هذه الأفكار التي تعكّر صفو العلاقة بين الجنسين.. كأنّ هنالك صراعًا خفيًّا بينهما.. وعداوة دفينة.

 

 

على ذلك، لدينا ما نخسره كمجتمع بشريّ جرّاء علاقة غير سليمة مشوّهة بين الذّكر والأنثى.. هو يُربّى ويُعدّ بطريقة تجعله –على الغالب- بعيدا عن المعاني الإنسانيّة، يتعامل مع والدته وشقيقته وزوجته بفوقية وخشونة. وهي إما خانعة قابلة بحتميّة الدّور الّذي ((خلقت من أجله)) وإمّا  دفاعيّة تستفزّها الشوفينيّة التي تأتي "بمائة لبوس ولبوس" في بيت العائلة والمؤسسات والأماكن العامّة.. 

 

 

كانت تضحكني الأقوال التي تتناول المرأة أو الرّجل بسخريّة لاذعة ناقدة.. أما اليوم فأعلم أنها تكرّس للأفكار المسبقة 

 

 

فكم من نصّ قرأته، يصلح لأن توقعه امرأة، ويصلح أن يوقعه رجلٌ. وكم من قول نظنّه وقفا على الرّجل فإذا به يصلح للمرأة كما يصلح للرّجل. ثمّ أنّ للرّجل جانبه الأنثوي، وحتّى لو أنكر ذلك فتحت جلده تكمن آلاف النساء، وكذلك المرأة فلديها الجانب الذّكوريّ  وهي تفصح عنه في الكثير من المواقف. وعلميًّا، أعزو ذلك إلى كون الجنسين يحملان كروموسومات الأم والأب كليهما.

 

 

فدعونا نتصالح من أجل الحياة.. ومن أجل تحسين الحياة.. وليبدأ التعامل مع المرأة كشريك وليس كمرؤوس، فالمرأة لا تحبّ جلادها. ولا جلادها سعيد كونه أرملا أبديّا ولو كان متزوّجا.

 

 

وانت عزيزتي المرأة.. لا تقبلي ولا بأي شكل التعامل الفوقيّ معك.. وفي نفس الوقت، امضي في سبيل تحقيق ذاتك دون أن تنظري إلى الوراء، وكأنّك صمّاء. 

 

 

فالعلم يقول -بحسب مقال قرأته بالعبريّة-  بأن لا أفضليّة للذّكر على الأنثى حسب ما هو مبيّن في النّقاط التّاليَة:.

 

 

1. الجنسان تشكل أدمغتهما 2% من اوزان أجسامهما، لذا فدماغ الرجل ليس أكبر إلاّ قياسا إلى بنيته. 

 

 

2. لم تظهر امتحانات الذّكاء فارقا بين الجنسين يمكن أن يعوّل عليه. 

 

 

3. حتّى الآن لا توجد فروق تشريحيّة بين شطريّ الدّماغ ولم يتمّ العثور على إي فارق بين مجموعة الأعصاب الرّابطة بينهما. 

 

 

4. النّواة المسؤولة عن تنظيم إنتاج هورمونات الجنس ومراقبة الحاجات الأولية كالأكل والشّرب والجنس هي أكبر عند الرّجل، بسبب إنتاج التستوستيرون. 

 

 

5. الغدّة النّخاميّة المسؤولة عن إفراز هورمون النّموّ والجنس أكبر عند المرأة بسبب إفراز الإستروجين. 

 

 

6. الغدّتان، الجداريّة المسؤولة عن الإدراك المكاني، واللوزية المسؤولة عن ردود الأفعال عند الخطر على البقاء -هاجم أو أهرب- هما أكبر عند الرجال. 

 

 

7. مناطق الجهاز الحوفي والجبهي والمناطق القشريّة، هي أكبر في دماغ المرأة.. وهي مسؤولة عن الاستجابات العاطفيّة. 

 

 

8. في الفصّ الصّدغي عند المرأة، عدد أكبر من الخلايا العصبية المسؤولة عن اللغة والفهم. هذا ما أظهرته تشريحات ما بعد الموت. 

 

 

 

بحسب المقال، فقد أظهرت الاختبارات ان الفروق بين الجنسين مولدة وليست بيئيّة. 

 

 

لذا.. علينا أن نستنتج بأنّ الاختلاف بين الذّكر والأنثى ليس نقيصة.. وإنما كان ليكملا بعضهما البعض.

 

 

 

 

الاستنتاجات مبنية على مقال علمي   رابط

 

תגובות

מומלצים

\