أناشيد الريشة وأنغام الازاميل
أُمسية شعرية فنّيّة، جامعة بين الادب الشعري والفنون البلاستكية على انواعها، من رسم ونحت وتركيب مجسمات ولوحات فنية ديجتالية محوسبة. ملقى اجتمعت فيه الثقافات واللغات، الاديان والمعتقدات، الشعوب والقوميات، الانسان وأخيه الانسان، الاجساد البشرية وروحانياتها في لقاء طبيعي سلس.
كلها تحت سقف واحد وبعقلانية مطلقة إذ كنا نركز على عقلانية القرار والفكر والسلوك.
أُقيمت هذه الامسية مساء الخميس الماضي، في مركز الشبيبة، وكانت بمثابة افتتاحٍ للمقر. اشترك في الامسية أكثر من ثلاثين فنانا وثلاثين شاعرا ينظم الشعر بالعربية، وثلاثين شاعرا ينظم شعره باللغة العبرية، اضافةً الى جمهور غفير من محبي الفن والادب والشعر، من قريتي جبل الكرمل، من قرى الجليل والناصرة، من حيفا ومحيطها، من نتانيا ومن مدن اخرى في مركز البلاد. وقد غصت القاعة بزائريها.
شملت الامسية معرضاً لما يزيد عن ثلاثين لوحة فنية، كانت كعريس يوم زفافه يرافقه اشبينان من الشعر، على يمينه شعر باللغة العبرية وعلى يساره شعر باللغة العربية. لوحات زينت جدران القاعة! جال زائرو المعرض بينها للتمتّع بهذا الابداع، ومن بعد التجوال والتأمل في الإبداعات جلس الحضور صاغين الى قراءات شعرية في اللغتين العربية والعبرية على انغام موسيقية رافقت القراءات، وتم استعراض بعض الاعمال الفنية.
تخللت الامسية مداخلات لمنظم المشروع ومخرجه الى حيِّز التنفيذ الدكتور رضوان منصور، ولكانز المعرض الفنان "آريه روبينوڤيتش"، ثم كلمة لرئيس المجلس المحلي السيد بهيج منصور، ووزير الثقافة والرياضة الوزير"ميكي زوهر" الذي اعتذر عن عدم حضوره الفعلي لدخول التزامات لا مجال لتفاديها، وشد على ايادي المبادر والفنانين والشعراء على عملهم المميز الجبار، وطالبهن بالاستمرار والاكثار من هذه الفعاليات الجامعة، كما وعد بالحضور الفعلي في فرص آتية.
تلت المداخلات قراءات شعرية باللغتين، نذكر منهم قراءات شعرائنا المحليين: الشاعرة والباحثة تفاحة سابا، الشاعرة والاديبة والمربية امال ابو فارس، الشاعرة والمربية سامية منصور، الشاعرة والمربية هيام ابو الزلف، الشاعر فؤاد منصور، رائد الشعر المحكي الشاعر راضي مشيلح، الشاعر عبد إغبارية، اضافة الى قراءات شعرية باللغة العبرية، ثم سلط الضوء على المجسم "قيثارتي" للفنان زوهر غانم، ومنحوتة الفنانة نيتسا كوهن. كما وأُعد لهذا الحدث كتاب يليق بمستوى الفنانين والشعراء، ويشمل اشعارهم وإبداعاتهم.
رافقت الامسية الفرقة الموسيقية "الفن والنغم" بقيادة المايسترو سامر علو بانغام داعبت الحس والفؤاد بمعزوفاتها وانغامها ووقف على هندسة الصوت المهندس الشيخ نصر علو وتولت عرافة الحفل بتألق الشاعرة والمربية ساميه منصور.
اما الرسالة والفكرة المركزية للمشروع، فهي ان المكاتبة بين العمل الفني وبين نظم الشعر ما هي الا طبيعية وسلسة، والمكاتبة بين اللغات لعمل فني واحد، ما هي الا توافق طبيعي وقبول للآخر وللمغاير مهما كان وهي رسالة توحي بأن الانسان ولد ليقبل اخيه الانسان، كما الشعوب والثقافات، وما علينا الا البحث عن القواسم المشتركة لنجعل حياتنا أسهل وأجمل.
بدأنا هذا المشروع وهذه الرسالة في كريات يام، والان في عسفيا ونقل المعرض والامسيات الفنية الشعرية هذه مع نقل الرسالة والتوجه، مستمر الى بلدان أخرى والى الثقافات الاخرى في البلاد.
الشكر الجزيل لكل من سعى لإنجاح الامسية والى امسيات ثرية غزيرة اخرى تحمل تحت كنفها رسالة اجتماعية بنَّاءة.
